المخاطر الالكترونية وعلاقتها بثقة العملاء فى المنظمات الافتراضية

3
(1)

مع التطور السريع والاستخدام الكثيف لأحدث تكنولوجيا المعلومات، انتعش واتسع الفضاء الرقمي بتعدد الأدوات المستخدمة، كالحاسوب والهاتف المحمول والألواح الرقمية والأجهزة المحمولة الأخرى، فقد اتجهت منظمات أخرى كثيرة تستثمر كلياً أو جزئياً بشكل أو بآخر في عدد كبير من الاستخدامات لهذه التكنولوجيا، لتقديم خدماتها عبر هذا الفضاء، ولكن من الممكن أن تتعرض لمخاطر عديدة تهدد استمرارها وتقلص من رقعة تداولها في البيئة الرقمية، وقد برزت هذه المخاطر واتضحت معالم تهديداتها كنتيجة حتمية للعديد من الثغرات التقنية في النظم الالكترونية، والتي تهدد أمن نظم المعلومات وتستهدف الاعتداء على بيانات المستخدمين فيها وتمس حياتهم الخاصة، عن طريق الاحتيال والتزوير واختراق البريد الالكتروني ، مما يؤدي لانعدام أو قلة ثقة المستخدمين بما تعرضه مثل هذه المنظمات في ذلك الفضاء المترابط شبكياً.

إن بناء عامل الثقة يُعد اليوم من بين أبرز أساسيات إعداد البيئة الرقمية المواتية للتعاملات الإلكترونية، حيث يشكل أحد أهم الأسباب التي تدفع بالمنظمات الافتراضية لعرض خدماتها الكترونيا رغم المخاطر والتهديدات التي قد تعترضها، ان بناء الثقة في ظل العالم الافتراضى يتطلب حلولاً أكثر عمقاً من الناحية الفنية والتقنية، بشموليتها تستطيع المنظمات أن تتجاوز العديد من المخاطر الالكترونية .

المنظمات الافتراضية

تُعد المنظمات الافتراضية من أنجح الأشكال التنظيمية الحديثة في عالم المال والأعمال نظراً لمرونتها وقدرتها على تحقيق مزايا تنافسية فى مختلف المجالات والتكيف مع مختلف تغيرات البيئة،حيث تقوم فكرة المنظمة الافتراضية على الفصل بين القيام بالعمل وبين الموقع الجغرافى للمنظمة.

اكتسبت المنظمات الافتراضية أهمية كبيرة نتيجة للزايا التي تحققها، يمكن إيجازها فيما يلي:

  • التفوق والتميز: جميع الشركاء في المنظمة الافتراضية يجلبون إمكانياتهم وقدراتهم التنافسية، وهذا يعني أن كل شريك يجب أن يكون عنده بعض المزايا المميزة التي يقدمها للمنظمة الافتراضية الجديدة، وهذه الميزة تؤدي إلى تكامل القدرات الجوهرية والمشاركة في الموارد وتحقيق التفوق والتميز.
  • اقتناص الفرص: هناك فرص متوفرة في الأسواق وقد وجدت المنظمات الافتراضية لكي تغتنم هذه الفرص بطريقة أفضل من المنظمات الأخرى.
  • الثقة: تعتمد كل منظمة على الأخرى نتيجة الثقة والتفهم والتركيز على القيم المشتركة.
  • التكيف والتغيير: تستطيع المنظمات الافتراضية التكيف بشكل أسرع مع التغيرات في ظل بيئة غير مستقرة من خلال تشخيص متطلبات التغيير وتنفيذ برامج تعليمية وتدريبية المطلوبة للعاملين.

أبعاد المنظمات الافتراضية

للمنظمات الافتراضية أبعاد أساسية تتمثل فيما يلى:

  • شبكة الأعمال

تُعد شبكة الأعمال واحدة من أبرز المفاهيم التي تقوم عليها المنظمات الافتراضية.

  • إضفاء صفة شبه الذاتية على الموارد

يتعلق الأمر بايجاد أفضل طريقة ممكنة لجذب الموارد الخارجية للمشروع الافتراضى، فالمنظمة الواحدة قد لا تكون لها القدرة على توفير الموارد المطلوبة كاملة، ولهذا تستعين بجهات خارجية، حيث أن يتطلع عملاء هذه المنظمات لتركيبات جديدة من السلع والخدمات.

  • التفهم المشترك للأعمال

يصعب في حالات عديدة انجاز التعاقدات بشكل كامل، مما يستدعي من الرياديين أن يكونوا على اطلاع بالأهداف التي تسعى المنظمة الافتراضية إلى بلوغها، وأساليب العمل التي تتبعها وصورتها في أذهان المتعاملين.

  • التعاون كعملية تنظيمية متداخلة

بعد اختيار الشركاء وقبولهم لأداء المهام الموكلة إليهم، يبدأ التعاون كعملية تنظيمية على شكل مشروع افتراضى تنظيمي متداخل، وخلال مراحله يتم تحديد قواعد التعاون لدعم التفاهم المشترك لإنجاز الأعمال.

  • المرونة

ينبغي على الرياديين أن يكون لهم القدرة على تكييف هياكلهم التنظيمية وفقا للطلبات المختلفة للعملاء والشركاء والموردين،

  • استراتيجية مشتركة

غالبا ما تتعاون المنظمات الافتراضية مع بعضها بشكل متواصل، وبدوافع مختلفة وعلى فترات زمنية متباينة، وتمثل جميع هذه المنظمات جزء من شبكة العمل، ولا يكون شكل وحجم الشبكة محددين مسبقا، فالشكل والحجم يتطوران مع الزمن.

  • الثقة

هي عناصر مطلوبة للحماية ضد السلوك الانتهازي، فالثقة تقلص من حالة عدم التأكيد لدى الشركاء والعملاء، وتعكس توقعات جميع الشركاء.

التحديات والمخاطر التي تهدد المنظمات الافتراضية

تتعرض الكثير من المعاملات الالكترونية في ظل بيئة افتراضية إلى عدة مخاطر، نتيجة التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع والاستخدام الكثيف والمتعدد في شكل متعاملون جدد للشبكة الكترونية أشخاص متسللون، برامج وتقنيات متطفلة تكنولوجيات غير معروفة المصدر، كل ذلك يشكل مخاطر تهدد التعاملات الالكترونية وينعكس بشكل متباين على سلوكيات المتعاملين في هذا الفضاء الافتراضى.

ما هية المخاطر المدركة في المعاملات الافتراضية

تُعرف المخاطر المدركة في المعاملات الافتراضية على أنها مزيج من عدم التأكد والخطورة لنتائج معينة، وكذلك احتمال الخسارة عند تحقيق أهداف معينة من استخدام الخدمة الالكترونية، ومخاطر أخرى تتعلق بحدوث نتائج عكسية أو أضرار أو توقف للأعمال، أو خرق للأنظمة أو وقوع خلل أو تعطل ناتج عن استخدام أجهزة الحسابات الآلية أو برامجها أو أي أجهزة الكترونية ذات الصلة، وتشمل هذه المخاطر أيضا حدوث خلل في الأنظمة المستخدمة أو أخطاء في تشغيل ومعالجة البرامج المستخدمة أو وجود عيوب في تصميم البرامج أو في طرق تشغيلها، وقد تتضمن عدم قدرة الأنظمة على التحكم في الأنظمة المستخدمة أو وجود قصور في تامين الشبكات المستخدمة مما يسهل تعرضها لأخطار القرصنة والاختراق وعمليات الغش والاحتيال، إضافة إلى مخاطر قصور عمليات استرجاع وحفظ البيانات على هذه الأنظمة.

أنواع المخاطر المدركة في المعاملات الافتراضية

تتمثل أنواع المخاطر المدركة في المعاملات الافتراضية فيما يلى:

  • مخاطر تقنية
  • مخاطر الانتهاك
  • مخاطر عدم حماية النظام
  • مخاطر الخصوصية
  • الجرائم المحوسبة
  • المخاطر التشغيلية

الثقة الالكترونية عند العملاء

فى ظل اقتصاد رقمى تحرص المنظمات الافتراضية من أجل تقديم مستويات من الخدمة التي تقود العملاء لتطوير الثقة فيها، لهذا يرتكز بناء الثقة على مجموعة من العوامل والمحددات:

  • الثقة في الطرف الآخر، الثقة المرتبطة بطبيعة العلاقة مع المنتج، الماركة أو المؤسسة.
  • الثقة في آليات الرقابة القانونية والتقنية.
  • الثقة المرتبطة بتحقيق المصلحة.

الخاتمة

لقد ركزت هذه المقالة على تسليط الضوء على أهمية ادراك المخاطر الإلكترونية وعلاقتها بثقة العملاء في المنظمات الافتراضية حيث ان بناء عامل الثقة يُعد من بين أبرز أساسيات إعداد البيئة الرقمية ، المواتية للتعاملات الإلكترونية، حيث يشكل أحد أهم الأسباب التي تدفع بالمنظمات الافتراضية لعرض خدماتها الكترونيا رغم المخاطر والتهديدات التي قد تعترضها.

المراجع

Print Friendly, PDF & Email

قيمنا

3 / 5. 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى