المقدمة

تُعد قضية التعليم وتطوير أدواته وتحسين مخرجاته من أهم القضايا الملقاة على عاتق المؤسسات ذات الصلة بالعملية التعليمية، ولقد اكتسبت هذه القضية هذا البعد انطلاقا من أن التعليم ومخرجاته هو الأساس لتقدم ورقي الشعوب كافة، ولما كانت العلمية التعليمية متعددة العناصر ومختلفة الجوانب، فكان من الضروري اعادة النظر وبشكل شامل في المنظومة التعليمة لتطويرها وتحديثها. ولما كان العالم اليوم يتميز بثورة تكنولوجية ومعلوماتية هائلة أثرت في مختلف ميادين الحياة، وأكسبتها خاصية التطور السريع والمستمر بشكل عام وتكنولوجيا التعليم بشكل خاص كان التوجه نحو توفير هذه التكنولوجيا وتوظيفها بما يفيد العملية التعليمية من أجل إعداد وتنمية جيل على قدرٍ عالٍ من الكفاءةِ والوعي، كفيل بالرقي بالمجتمع وتطويره.

إن العملية التعليمية في ظل العصر التقني الحديث أصبحت تعتمد وبشكل قوي على أدوات حديثة تستخدم في نشر وتأليف مناهج تعليمية تفاعلية بأساليب تربوية تقليدية وحديثة، مما يجعل مضمون المواد التعليمية وأساليب عرضها مختلفة عما كانت عليه.

 طالع ايضاً: استخدام انترنت الاشياء في التعليم

تقنية الواقع الافتراضي Virtual Reality.

وتُعد تكنولوجيا الواقع الافتراضي  بمثابة تكنولوجيا تربوية متطورة ناشئة ومبتكرة تهدف إلى تقديم المساعدة للأفراد ليتمكنوا من فهم وادراك البيانات والمعلومات والتعامل معيا بسهوله كما تتميز هذه التكنولوجيا بإيجاد نوع من التفاعل، حيث يستجيب هذا الواقع لأفعال وسلوكيات المتعلم بل يتيح له درجة من التفاعل لا توجد في برامج الوسائط المتعددة.

كذلك تُعد تكنولوجيا الواقع الافتراضي تقنية متطورة تمكن الفرد من التعامل مع بيئة خيالية أو شبه حقيقية، وتقوم على أساس المحاكاة بين الفرد وبيئة إلكترونية ثلاثية الأبعاد، ويتم من خلالها بناء مواقف بهدف الاستفادة منها في العملية التعليمية.

يمكنك الاطلاع على فيديو لكيفية تنفيذ نشاط تعليمي بواسطة تطبيق Aurasmaمن هنا

مفهوم تقنية الواقع المعزز Augmented Reality

الواقع المعزز هو شكل من أشكال التقنية التي تعزز العالم الحقيقي من خلال المحتوى الذي ينتجه الحاسب الآلي، حيث تسمح تقنية الواقع المعزز بإضافة المحتوى الرقمي بسلاسة لإدراك تصور المستخدم للعالم الحقيقي حيث يمكن إضافة الأشكال ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، وادراج ملفات الصوت والفيديو ومعلومات نصية، كما يمكن لهذه التعزيزات أن تعمل على تعزيز معرفة الأفراد وفهم ما يجري من حولهم.

حيث أن الواقع المعزز يُعد نوعا من أنواع التقنية المزدهرة التي تجذب انتباه الباحثين والمصممين في مجالات تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر مما يسمح بإجراء تجارب تعليمية ذات مغزى وترتكز على طرق موضوعية لإيصال المعرفة والتركيز على التنمية الفكرية والعاطفية للمشاهد، حيث إن أحدث وجهات النظر تؤكد أن بيئات التعلم بالواقع المعزز لديها القدرة على تقديم قيمة عالية لكل من البيئات التعليمية والترفيهية.

الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي هو كل شيء يجعل الإنسان يشعر بأنه موجود في مكان ما، مع أنه غير موجود فيه فعلياً، ولكن في الواقع المعزز يتم إضافة مؤثرات ومعلومات إضافية إلى البيئة المحيطة بالمرء بحيث يمكنه مشاهدة هذه البيئة بطريقة مختلفة عن الواقع المحيط.

حيث ان الواقع المعزز جاء تطويراً للواقع الافتراضي، فبعد أن كان محتوى الواقع الافتراضي أشكالا ثلاثية الأبعاد جاء الواقع المعزز ليضم أغلب المحتويات الرقمية. كما أن تقنية الواقع المعزز تغلبت على بعض قيود الواقع الافتراضي كالأدوات والبرمجيات، فالواقع الافتراضي يتطلب أدوات خاصة واحترافاً لبرامج التصميم ثلاثية الأبعاد، ولكن في الواقع المعزز يمكن عمله ببرامج أقل احترافية، أو باستخدام المكتبات الموجودة على الإنترنت والتي تحتوي على الكثير من الأشكال ثلاثية الأبعاد المصممة سابقاً، أو يمكن تعزيز الواقع بفيديو أو صورة أو صوت.

خصائص تقنية الواقع المعزز

من أهم خصائص تقنية الواقع المعزز ما يلى:

• مزيج بين الحقيقة والخيال في بيئة حقيقية.
• تفاعلية في الوقت الفعلي عند استخدامها.
• تمتاز بكونها ثلاثية الأبعاد.
• تزود المتعلم بمعلومات واضحة وموجزة.
• تمكن المعلم من إدخال معلوماته وبياناته وايصالها بطريقة سهلة.
• تتيح التفاعل السلس بين كل من المعلم والمتعلم.
• تمتاز بفعاليتها من حيث التكلفة، وقابليتها للتوسع بسهولة.

استخدام تقنية الواقع المعزز في التعليم

لقد أظهرت الثورة اللاسلكية والصناعية والتطور التقني الحديث واقعاً جديداً له القدرة على التواصل من خلال شبكة الإنترنت وهو تقنية الواقع المعزز، وما أن ظهرت تقنية الواقع المعزز حتى بات تطورها سريعاً جداً، وأصبحت مع جملة التطورات والتحديثات التي شهدتها من أحدث التقنيات المستخدمة في عملية التعليم، كما بات استخدامها مألوفا في القاعات والمناهج الدراسية.

ومن خلال استخدام تقنية الواقع المعزز يمكن الجمع بين الأشياء الحقيقية والافتراضية واستخدام المعلومات المناسبة من البيئة الخارجية في محيط رقمي يحاكي الحقيقة. كما أن الاستخدامات الحديثة لتقنية الواقع المعزز تجعل من الممكن ربط مجالات التعليم والترفيه، وبالتالي إيجاد طرق وأدوات جديدة لدعم التعلم والتعليم في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، فعلى سبيل المثال: عند تدريس الأحداث الطبيعية والشخصيات التاريخية يمكن إعادة تمثيل الآثار أو المواقع الأثرية لتكون محاكية لمواقع ومن ثم إضافتها إلى العالم الحقيقي.

كما أنه يمكن توظيف تقنية الواقع المعزز في العملية التعليمية، بهدف تقديم المساعدة إلى المتعلمين، ليتمكنوا من التعامل مع المعلومات وادراكها بصريا بشكل أسهل وأيسر من استخدام الواقع الافتراضي. كما أنها يمكن أن تمدهم بطرق مختلفة لتمثيل المعلومات واختبارها بشكل ديناميكي وسريع وسهل. كما أنها توفر تعليما مجديا.

مبررات استخدام تقنية الواقع المعزز في التعليم

إن من مبررات استخدام تقنية الواقع المعزز على المتعلمين بالمقارنة مع خبرات التعلم بدون استخدام تقنية الواقع المعزز ما يلى:

• زيادة في فهم المحتوى العلمي في مواضيع معينة، ويكون للواقع المعزز أثر أكثر فاعلية في تدريس الطلاب بالمقارنة مع أثر الوسائل الأخرى، كالكتب، أو أشرطة الفيديو، أو الحواسيب المكتبية.
• الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة لفترة أطول، حيث إن المحتوى المكتسب خلال اختبار تطبيقات الواقع المعزز من قبل الطالب يرسخ في الذاكرة بشكل أقوى من ذلك الذي يكتسبه الطالب من خلال الوسائل التقليدية بدون استخدام تقنية الواقع المعزز.
• الحماس العالي لدى الطلاب عند تطبيق تقنية الواقع المعزز في التعليم، وشعورهم بالرضا والاستمتاع أكثر، ورغبتهم في إعادة تجربة تطبيقات الواقع المعزز.
• تحسن علاقات التعاون بين أفراد المجموعة وبين الطلاب ومعلميهم.
• المشاركة وتحفيز الطلاب على اكتشاف معلومات المواد التعليمية من زوايا مختلفة.
• تشجيع إبداع الطالب، وتوسيع مخيلته لإدراك الحقائق والمفاهيم.

أمثلة على تطبيقات تقنية الواقع المعزز في بعض العلوم الدراسية

• الواقع المعزز في التاريخ: يساعد تعلم التاريخ باستخدام تقنية الواقع المعزز الطلاب على مُعايشة الأحداث التاريخية كأنهم مشاركون فيها. وتمكينهم كذلك من التفاعل مع الشخصيات التاريخية، والتعرف على وقائع أهم الحروب والثورات.
• الواقع المعزز في الجغرافيا : تحتوي مادة الجغرافيا على العديد من التفاصيل عن الدول والمدن والأماكن الجغرافية التي يجب على الطلاب استذكارها فباستخدام تقنية الواقع المعزز أصبح المحتوى أقل تعقيدا، وأتاح للطلاب اكتشاف الظواهر الطبيعية بتقنية متطورة مع توفير المرونة اللازمة لتصور الظواهر الطبيعية.
• الواقع المعزز في الرياضيات والهندسة: يمكن أن تخدم هذه التقنية طلبة الدراسات الهندسية بشكل كبير، حيث توفر لهم الوقت والجهد في تصميم نماذج مجسمة قد تساعد على التعبير عن أفكارهم.
• الواقع المعزز في الفلك: يساعد تطبيق هذه التقنية في علم الفلك بشكل مميز، حيث إنه بالإمكان عرض صور ثلاثية الأبعاد متحركة للأجسام الكونية، فيرى الطالب هذه الصور كأنها حية أمامه، ويتحكم فيها من خلال حركة يديه في مواضعها، ويضيف ويحذف منها، ليحقق نظرية، أو يستعرض أي ظاهرة كونية.

الخاتمة

مع ظهور الواقع المعزز وتطور وتنوع أدواته فقد ادى الى  زيادة الاهتمام بموضوع التفاعل وخاصة بعد توفر وتنوع وسائل الاتصال التفاعلية، لما للتفاعل من دور كبير في رفع مستوى التحصيل العلمي بصفة خاصة وتحسين مخرجات التعليم بصفة عامة وعليه يعتبر التفاعل دافعاً قوياً ومحركاً للتعلم من حيث زيادة فرصة تفاعل الطلاب مع بعضهم، وزيادة التفاعل بينهم وبين المعلم بل وبين عناصر العملية التعليمية الأمر الذي يؤدي إلى تحسين وتجويد مخرجات التعليم وكذلك رضا  المتعلمين عن المقرر الدراسي بشكل عام .

المراجع

• 1 Catenazz, N. & Sommaruga, L. (2013). social media: challenges and opportunities for education in modern society, mobile learning and augmented reality: new learning opportunities, International Interdisciplinary Scientific Conference. Vol. 1.
• 2 El Sayed, N. (2011). Applying Augmented Reality Techniques in the Field of Education. Computer Systems Engineering. Unpublished master’s thesis, Benha University. Egypt.
• 3 Ivanove, M., & Ivanov, G. (2011). Enhancement of learning and teaching in computer graphics through marker augmented reality technology, international journal on new
• 4 Effectiveness of Using Augmented Reality Strategy in Enhancing Learning English for Cycle One Students in the Elementary Stage in the Kingdom of Bahrain Dr. Hesham Ahmed Yousif Al-Asheeri Arab Open University, Manama, Kingdom of Bahrain Branch